القدس بين فلسطين وإسرائيل: صراع على الهوية والسيادة
أهمية القدس الدينية والتاريخية
القدس مدينة فريدة تجمع بين القداسة والتاريخ والسياسة. فهي مركز مهم للمسلمين والمسيحيين واليهود، لذلك تحولت إلى قلب الصراع منذ عقود. بالنسبة للفلسطينيين، تُمثل القدس الشرقية عاصمتهم الوطنية. في المقابل، تصر إسرائيل على اعتبارها “عاصمتها الموحدة والأبدية”.
الموقف الفلسطيني
يرى الفلسطينيون أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من دولتهم، ويستندون في ذلك إلى قرارات مجلس الأمن، مثل القرار 242 الذي طالب إسرائيل بالانسحاب من أراضي 1967. وبالنسبة لهم، لا يمكن الوصول إلى سلام عادل إلا إذا أصبحت القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
الموقف الإسرائيلي
تفرض إسرائيل سيطرتها الفعلية على القدس بشطريها، وتعمل على تكريس الأمر الواقع عبر توسيع المستوطنات وتهويد المدينة. كما سنت قوانين داخلية لتأكيد ضم القدس، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون والمجتمع الدولي انتهاكًا للقانون الدولي.
قرارات المجتمع الدولي
رغم أن الولايات المتحدة اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017، إلا أن معظم دول العالم رفضت هذا القرار. الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أوضحا مرارًا أن وضع القدس يجب أن يُحدد عبر المفاوضات، وأن الحل الأمثل يمر عبر تطبيق مبدأ حل الدولتين.
البعد الإنساني والسياسي
الصراع على القدس لا يقتصر على السياسة، بل ينعكس بشكل مباشر على حياة السكان. فالفلسطينيون يواجهون قيودًا مشددة على البناء والتنقل، إضافة إلى تهميش متواصل في الخدمات. وفي المقابل، تستثمر إسرائيل موارد ضخمة لتغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي لصالحها.
الخلاصة
القدس ليست مجرد مدينة، بل قضية هوية ووجود. وبينما يتمسك الفلسطينيون بها كجزء أساسي من دولتهم، تحاول إسرائيل فرض سيادتها عليها بالكامل. ومن هنا، يبقى مصير القدس النقطة الأكثر حساسية في النزاع، وحسمها يشكل مفتاح أي اتفاق سلام عادل ودائم.