شهد سوق العمل في السعودية تحوّلاً نوعيًا بفعل انتشار العمل عن بُعد، الذي أتاح فرصًا جديدة وغيّر قواعد الأداء المهني، خاصة مع تسارع الرقمنة وتغير أنماط التشغيل بعد جائحة كورونا.
إيجابيات العمل عن بعد في السعودية
أكد مستشار الموارد البشرية محمد الفوازي أن العمل عن بُعد فتح الباب أمام شرائح واسعة من المجتمع للانضمام إلى سوق العمل، خاصة النساء، والذين يواجهون تحديات في الوصول إلى المكاتب بسبب المسافة أو ظروف خاصة.
ومن أبرز الإيجابيات:
- تمكين الفئات المستبعدة: أشخاص في مناطق نائية أو ظروف تمنعهم الحضور للمكاتب صار بإمكانهم المشاركة بفعالية.
- مرونة في التوازن بين الحياة والعمل: رغم وجود تحديات، إلا أن العمل عن بُعد يوفر مرونة أكبر في إدارة الوقت والمهام.
- تقليل التكلفة التشغيلية: للشركات، من حيث تقليل النفقات المتعلقة بالمكاتب والمرافق.
- تحفيز الإنتاجية: عند توفير بيئة عمل مناسبة، يمكن للموظفين إنجاز مهامهم بتركيز أعلى.
التحديات والحلول
لكن العمل عن بُعد يحمل تحديات، أبرزها صعوبة الموازنة بين الحياة الشخصية والمهام الوظيفية، ما يستوجب استثمارًا في التدريب والتطوير، وتوضيح آليات العمل عن بعد.
بعض الشركات العالمية مثل دروب بوكس وإكس تقدم دعمًا ماليًا لموظفيها (حوالي 700 دولار) لتجهيز مكاتب منزلية وتهيئة بيئة عمل مريحة، وهو ما يشكل نموذجًا يُحتذى به.
أثر العمل عن بعد على سوق العمل السعودي
رغم الفوائد، يرى الفوازي أن السوق السعودي ما زال في مراحل مبكرة من التحول الرقمي في هذا المجال، حيث إن أكثر من 75% من الشركات عائلية ولا تعتمد بشكل كامل على أنظمة العمل عن بُعد.
حاليًا، يعمل حوالي 192 ألف موظف عن بُعد من أصل 2.4 مليون موظف في المملكة، ما يشير إلى وجود فرصة كبيرة للتوسع.
ومع وجود نماذج ناجحة لشركات عائلية سبقت في تبني العمل عن بُعد وبناء بنية تحتية تقنية متطورة، يُتوقع أن يشهد السوق السعودي نموًا متسارعًا في هذا الاتجاه خلال السنوات القادمة.
