بينما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساعيه لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، يتجدد الجدل حول حقيقة سجلّه في الوساطة الدولية وعدد الحروب التي يدّعي أنه أنهىها منذ بداية ولايته الثانية.
العبارة المفتاحية: الحروب التي أنهاها ترامب
تصريحات مثيرة للجدل
خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يوم 18 أغسطس 2025، قال ترامب: “لقد أنهيت ست حروب”، قبل أن يرفع الرقم في اليوم التالي إلى سبع. وأكد أن جميع الاتفاقات التي رعاها لم يُذكر فيها حتى مصطلح وقف إطلاق النار.
لكن مراجعة دقيقة من وحدة التحقق في بي بي سي كشفت أن معظم هذه النزاعات لم تصل إلى تسوية دائمة، وبعضها لم يكن حربًا كاملة بالمعنى المتعارف عليه.
النزاع الإسرائيلي – الإيراني
استمر 12 يومًا في يونيو 2025، بعد ضربات إسرائيلية على إيران بمشاركة أمريكية. أعلن ترامب انتهاء الحرب رسميًا، لكن باحثين أكدوا أن ما حدث أقرب إلى هدنة مؤقتة من اتفاق سلام شامل.
التوتر بين الهند وباكستان
اندلع القتال في كشمير ثم توقّف بعد أربعة أيام. ترامب نسب الفضل إلى وساطة أمريكية، فيما أكدت الهند أن التهدئة جاءت عبر القنوات العسكرية المباشرة بين الجانبين.
رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية
وقّع الطرفان اتفاق سلام في واشنطن، لكن القتال استؤنف سريعًا، حيث قُتل أكثر من 140 مدنيًا على يد جماعة “إم 23”. ما يشير إلى أن الأزمة لا تزال قائمة.
تايلاند وكمبوديا
بعد أسبوع من الاشتباكات الحدودية، توصّل البلدان إلى وقف إطلاق النار بضغط أمريكي ووساطة ماليزية. غير أن المحللين يرون أن هشاشة الاتفاق تجعله غير مضمون الاستمرار.
أرمينيا وأذربيجان
اتفاق سلام وُقّع في البيت الأبيض حول نزاع ناغورنو كاراباخ. يرى خبراء أن دور واشنطن أسهم بالفعل في دفع الجانبين إلى التهدئة، رغم بقاء الجذور العميقة للصراع.
مصر وإثيوبيا
النزاع حول سد النهضة لم يصل إلى حرب مفتوحة. ورغم تصريحات ترامب بالتدخل، لم يتحقق أي اتفاق رسمي حتى الآن.
صربيا وكوسوفو
ترامب زعم أنه منع حربًا جديدة بين البلدين عبر التهديد بوقف التجارة. لكن لم تقع مواجهة عسكرية فعلية، ما يجعل الحديث عن “إنهاء حرب” غير دقيق.
تقييم شامل
يرى باحثو مراكز الفكر الغربية أن ترامب نجح في لعب دور الوسيط في بعض الأزمات، لكن لا يمكن القول إنه “أنهى سبع حروب”. معظم ما حدث كان مجرد وقف إطلاق نار مؤقت أو تهدئة دبلوماسية لم تعالج جذور النزاعات.