الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، الذي استُشهد مؤخرًا في قطاع غزة، ظل يتلقى سؤالًا متكررًا طوال أيام تغطيته للأحداث: لماذا لا تتوقف عن التغطية؟ جواب أنس كان دائمًا واضحًا ومؤثرًا، لأنه يرى أن التوقف عن نقل الحقيقة يعني خيانة للصوت الفلسطيني، وأن الصمت تجاه ما يحدث هو جريمة.
الإجابة التي لا تنسى
في كل مرة كان يُسأل فيها أنس عن سبب استمراره رغم المخاطر، كان يرد بثبات: “لأن التوقف خيانة، والصمت جريمة.” هذه الكلمات لم تكن مجرد شعارات بل مبدأ عاش من أجله، فهو لم يرَ في تغطيته للأحداث خطراً شخصيًا فقط، بل واجبًا لنقل صوت شعبه للعالم.
صوت الحقيقة رغم كل التهديدات
خلال فترة العدوان، تعرض أنس لتهديدات شديدة وتشويه متكرر عبر الحملات الإلكترونية التي استهدفته، خاصة من الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول إسكات صوته. لكن رغم كل ذلك، ظل ينقل وقائع المأساة والدمار بكل مهنية وشجاعة، مؤمنًا بأن دوره الصحفي هو حفظ الحقيقة وعدم السماح بتزويرها.
آخر رسائله قبل الرحيل
قبل استشهاده، كتب أنس كلمات مؤثرة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً:
“إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي، لكني بذلت كل ما أملك لأكون صوتًا لأبناء شعبي.” كانت هذه الرسالة الأخيرة شاهدة على عزيمته الراسخة وإيمانه العميق برسالته.
التضحية في سبيل الحقيقة
أنس الشريف لم يكن وحده، فقد ارتقى خلال العدوان على غزة مئات الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة، وسط محاولات مستمرة لاستهدافهم. لكن قصته تبقى رمزًا للصمود والإصرار على إيصال الحقيقة مهما كانت التحديات.
