في خطوة غير مسبوقة عالميًا، قررت الحكومة الأسترالية حظر استخدام منصة “يوتيوب” للمراهقين دون سن 16 عامًا، بهدف تعزيز السلامة الرقمية والحد من تعرض القاصرين لمحتوى غير مناسب.
القرار جاء بعد تقارير رسمية أكدت أن نسبة كبيرة من المستخدمين الشباب تعرضوا لمحتوى مقلق، حيث أظهرت البيانات أن 37% من المراهقين أبلغوا عن مشاهدة مواد أثرت سلبًا على صحتهم النفسية.
وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من حملة وطنية انطلقت من ولاية جنوب أستراليا، مدفوعة بأبحاث أكاديمية من كتاب “الجيل القلق” للبروفيسور جوناثان هايدت، لتتحول لاحقًا إلى توجه وطني تدعمه الحكومة الفيدرالية، بقيادة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز.
وكانت الخطة الأولية تشمل حظر منصات التواصل الاجتماعي فقط، لكن الضغوط المتزايدة من هيئة تنظيم سلامة الإنترنت دفعت لإضافة “يوتيوب” إلى قائمة المنصات المحظورة لمن هم دون 16 عامًا، رغم استخدامه الواسع في المجالات التعليمية.
بموجب الحظر، لن يتمكن القاصرون من إنشاء حسابات جديدة على المنصة أو التفاعل عبرها، بينما يُسمح باستخدامها في البيئات التعليمية أو بإشراف أولياء الأمور.
شركة “غوغل”، المالكة لمنصة “يوتيوب”، أعربت عن اعتراضها على القرار، مؤكدة أن “يوتيوب” ليس شبكة تواصل اجتماعي بل مكتبة فيديوهات تعليمية وترفيهية عالية الجودة، تُستخدم على نطاق واسع في المنازل والمدارس.
مع ذلك، يرى بعض الخبراء أن خصائص مثل التوصيات التلقائية والتعليقات تجعل المنصة تشبه شبكات التواصل الاجتماعي من حيث التأثير على المستخدمين الشباب.
القرار الأسترالي يعيد فتح النقاش العالمي حول كيفية حماية القاصرين على الإنترنت، ويشكّل خطوة تنظيمية قد تحذو حذوها دول أخرى في المستقبل.
